عودة الى قائمة الشروح

القصيدة : لعيني كل يوم منك حظ

شروح البيت : لِعَيني كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَظٌّ -- تَحَيَّرُ مِنهُ في أَمرٍ عُجابِ

شرح شعر المتنبي- الأفليلي : وقوله ( المتنبي):

حمالَهُ ذا الحُسامِ على حُسَامٍ

وَمَوْقِعُ ذا السَّحابِ على سَحَابِ

وزاد المطر، فقال ( المتنبي) ايضاً:

تَجِفُّ الأَرضُ من هذا الرَّبابِ

وَيُخْلِقُ ما كَسَاهَا من ثِيَابِ

وما يَنْفَكُّ مِنْكَ الدَّهْرُ رَطْبَاً

وَلاَ يَنْفكُّ غَيْثُكَ في انسِكَابِ

تُسَايرُكَ السَّوَاري والغَوادي

مُسَايَرةِ الأَحِيَّاءِ الطَّرابِ

تُفِيدُ الجودَ مِنْكَ فَتَحْتَذِيه

وَتَعْجِرُ عن خلائِقِكَ العِذَابِ

قال ابن الأفليلي: الحمالة: علاقة السيف، والرباب، السحاب، والسواري من السحاب: التي تطرق بالليل، للغوادي التي تنشا بالصباح.
فيقول: في كل يوم أردد عيني منك في منظر يعجب بحسنه، ويعجز اللسان عن وصفه، ولا يحط العقل بحقيقته؛ لأنك أجل السيوف، وتشرف السيف بحمله، وجودك أنفع من السحاب. ويعتادك السحاب بوبله، فحملك للسيف إِفضال عليه؛ لأنك غني عنه، واستصحابك للسحاب إزراء عليه، لأنك أعم نفعاً منه.
ثم قال في الزيادة:
إن سيف الدولة يعمر السحاب بجوده، ويعلوه بفضله؛ لأن السحاب يمطر ويقشع، ويسكب ويقلع، وما يظهر على الأرض من زهراته يذوي ويذبل، ويحل ويرحل، وجود سيف الدولة لا يقلع وبله، ولا يفتر سكبه، وآثار إحسانه ظاهرة لا تعدم، وشواهده دائمة لا تنصرم، ثم قال: تسايرك السحاب على اختلاف أوقاتها، وتصرف أحوالها، مسايرة من يطرب لصحبتك، ويشتاق إلى غرتك. ثم قال: فتشهد من جودك ما لا تعلمه، ويتبين لها من كرمك ما لا تبلغه، فتتلوك ممتثلة لك، وتحكيك مقتدية بك، وتعجز عن شرف خلائقك، ولا تبلغ عذاب شمائلك.

مصدر الشرح
كتاب	: شرح شعر المتنبي- الأفليلي
الشارح	: الأفليلي
الناشر	: مؤسسة الرسالة
المحقق	: د. مصطفى عليّان