عودة الى قائمة الشروح

القصيدة : ماذا يقول الذي يغني

شروح البيت : شَغَلتَ قَلبي بِلَحظِ عَيني -- إِلَيكَ عَن حُسنِ ذا الغِناءِ

ديوان أبي الطيب المتنبي المسمى بالفسر /لإبن جني : قال ابن جني: قلت له في بعض ما كان يجري بيني وبينه: "تستعمل (ذا) و(ذي) في شعرك كثيرا" فأمسك قليلا، ثم قال: "أن هذا الشعر كله لم يعمل في وقت واحد" قلت له: "صدقت، إلا أن المادة واحدة!". فأمسك.
(ح) قول المتنبي: "أن هذا الشعر لم يعمل في وقت واحد" يحتمل معنيين: أحدهما، أنه عمل في طول الزمان، وذكرت هذه الألفاظ فاجتمعت فيّ على غير قصد لاجتماعها، كأنها عن غفلة، والآخر، أني الآن أعلم مما كنت، وأن الرجل يزداد كل يوم علما، وهو جواب صحيح على وجهته، وأما قول صاحب الكتاب له: "أن المادة واحدة"، فإنه جواب لا يفهم عنه المادة هي الكلام، وإنما الصورة بها يتغير الكلام، وتصاغ ألوان الصيغ، وهي الصناعة والتخير، فالصورة عند حذق المتنبي واحتناكه قد قويت حتى يضع الشيء في موضعه، خلاف ما كان، وسكوت المتنبي عنه لعلمه، لم يُفهم عنه.

مصدر الشرح
كتاب	: ديوان أبي الطيب المتنبي المسمى بالفسر /لإبن جني
الشارح	: ابن جني
الناشر	: مطبعة دار الجمهورية بغداد
المحقق	: الدكتور صفاء خلوصي
دولة النشر	: العراق
مدينة النشر	: بغداد
تاريخ النشر	: 1969